السيناريو الالهي للحرب العالميه الثالثه

 السيناريو الالهي للحرب العالميه الثالثه

نبيل عبدالله صالح العوذلي 

اذا كنت تتفق معي وتعتقد ان الحروب في مجملها و مفصلها ليست سواء سيناريوهات الهيه يقررها الله سبحانه وتعالى وفق اسباب ارضيه تؤدي الى نتائج سماويه يريدها الله تعالى كونا وشرعا مع وفي كل الناس مسلمين وغير مسلمين واذا كنت توافقني على ان هذا السيناريو مكتوب فيه من هو المنتصر ومن سينصره الله ومن هو المنهزم ومن سيخذله الله وهذا كله ليس سوى باسباب فان هذا المقال سوف يكون مفيدا لك كثيرا باذن الله تعالى

هل هناك عادة الهيه يمكن من خلالها التنبؤ بمثل هكذا سيناريو نستطيع ان نقول من خلاله ان شاء الله ان هذا التحالف سوف ينتصر والاخر سينهزم مثل ما حصل انهزام لتحالفات الحرب العالميه الاولى والثانيه وانتصرت تحالفات وهل من الممكن ان تكون قصص الانبياء والاقوام السابقين وصراع الحضارات وبالتالي نتائج الحرب العالميه الاولى والثانيه  بمثابه قاعدتين اساسيتين لمثل هكذا تفسير وهل كانت نتيجه الحرب العالميه الاولى والثانيه فيما بعد انتهاء الحربين على الواقع السياسي والاخلاقي والانساني والديني افضل مما قبل الحربين بحيث يمكن على اساس ذلك ان نتوقع ان هناك نتيجه يريد الله سبحانه وتعالى الوصول اليها ضمن اطار سيناريو دوره العادة الالهيه؟


ما هي هذه العاده الالهيه؟


اذا كانت نتائج الحرب العالميه الاولى والثانيه انعكست على كل العالم بما فيها منطقه الشرق الاوسط وتغيرت انظمه حكم فهل من الممكن ايضا ان يحدث مثل هكذا تغيير في منطقه الشرق الاوسط ولصالح اي مفهوم ومنطق يمكن ان يكون هذا التغيير الموافق لهذه العاده الالهيه؟

ايهما اقرب في المجمل  لهذه العاده الالهيه المعسكر الغربي بقياده امريكا ومن معها في اوروبا واستراليا واليابان وكوريا الجنوبيه ام المعسكر الذي بدا يتشكل اليوم بين روسيا والصين وايران ومن يصطف معهم؟

هل من الممكن ان تحدث تغييرات سياسيه في دول الشرق الاوسط لصالح مفهوم ومنطق هذه العاده الالهيه وهل من الممكن في المفصل لمثل هكذا عاده الهيه ان تحصل انتصارات جزئيه متبادله بين الطرفين بحسب ما تحمله كل دوله من ايدولوجيا واهداف مثل مواجهه ايران ومحورها اسرائيل وتخلف العرب عن هذا الامر؟

هل الحسابات الخاطئه التي قد يراها طرف من الاطراف او طرفين معا سببا من اسباب نشوء مثل هكذا حروب وبالتالي تحولات تاريخيه استراتيجيه تنعكس على العالم


هناك عادة الهيه اشبه بالمعادله الرياضيه التي لا يمكن ان تتحول وتتبدل منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الكون والبشر وقص علينا الله سبحانه وتعالى من اخبار ما ورد في القران الكريم و وقصص حروب الممالك والامبراطوريات والشعوب والامم والقبائل عبر مسار التاريخ واخيرا الحرب العالميه الاولى والثانيه يمكن من خلالها بحكم ان ذاكره الناس للحرب العالميه الاولى والثانيه هي اقرب ان نقول ان ان قراءتنا البشريه التي تحتمل الخطا والصواب تقول ان العاده الالهيه فيما يبدو بحسب قراءتنا تتجه نحو حدوث حرب عالميه ثالثه اليوم أوغدا والله اعلم

قال تعالى 

(((سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)))


 ((( ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)))



(((( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا))))

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 

اقتباس 

وإنما قص الله علينا قصص من قبلنا من الأمم لتكون عبرة لنا فنشبه حالنا بحالهم ونقيس أواخر الأمم بأوائلها، فيكون للمؤمن من المتأخرين شبه بما كان للمؤمنين من المتقدمين، ويكون للكافر والمنافق من المتأخرين شبه بما كان الكافر والمنافق من المتقدمين انتهى الاقتباس 


شيخ الاسلام ابن تيميه سهل لنا الامر الى ابعد حدود بكل بساطه يمكننا ان نجعل ثمه حالات سابقه للعادة الالهيه قديما وحديثا ونقيس على اساسها ما قد سيحدث وينتج والله اعلم 

ولكن هذه العاده الالهيه والقانون الالهي والسنه الالهيه فيها ما يمكن ان نسميه بالخطوط الحمراء الذي على اساسها يحدث التغيير مهما كانت الخساره البشريه والماديه والجراح والالام هذه الخطوط الحمراء هي المساس بالتوحيد بوحدانيه الله سبحانه وتعالى وما تقتضيه كلمه لا اله الا الله وتوحيد الالوهيه والربوبيه والاسماء والصفات وافعاله جل وعلا ومن اهم الاسباب التي يسوق الله سبحانه وتعالى بها الاطراف لحدوث مثلا هكذا الحروب هو الحسابات الخاطئه التي قد يجعل كل طرف يحسبها ويذهب اليها

(((وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)))


فهذه الايه تبين ان من اهم الوسائل التي يسوق الله سبحانه وتعالى الناس الى الامر الذي يريده هو جعلهم يقعون في الحسابات الخاطئه عن طريق الوهم فقد فعل ذلك الله سبحانه وتعالى وفق حكمته الالهيه للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابه والمشركين حينما جعل كل طرف يرى الطرف الاخر بانه بعدد قليل كما قال تعالى لتتكون خطط وقناعات على اساس هذا الحسابات الخاطئه ليقضي امرا كان مفعولا وعقب الله سبحانه وتعالى وقال((( والى الله ترجع الامور)))


اولا 


العادة الالهيه الاستراتيجيه 

الزوال او الضعف للفرديه والجبريه والبقاء والاستمرار للجماعيه والاختيارية طالما ان التوحيد ووحدانيه الله مهدده

قال تعالى



﴿یَـٰصَـٰحِبَیِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابࣱ مُّتَفَرِّقُونَ خَیۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَ ٰ⁠حِدُ ٱلۡقَهَّارُ ۝٣٩ مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦۤ إِلَّاۤ أَسۡمَاۤءࣰ سَمَّیۡتُمُوهَاۤ أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَـٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ)_


هذه الايات من سوره يوسف عليه السلام تكشف لنا عن تضمن مهم جدا يتعلق بالتوحيد المتعلق  بالثقافات السياسيه والدينيه والاخلاقيه والانسانيه ومن متضمناتها انظمه الحكم السياسيه المبنيه على الفرديه والجبريه ومتضمناتها من القمع والاستبداد والديكاتوريه تحت اي مبرر سليم او غير سليم او بتناسب بين السلامه وعدمها من الانحراف او التبديل او التاويل سواء كان ديني او حزبي او مذهبي او طائفي او فئوي او قوم او قبلي او جهوي فالله عز وجل اورد ثلاثه اسماء تعزز هذا المفهوم الله الواحد القهار ثم بين الله سبحانه وتعالى اتصال هذا النفي من يوسف عليه السلام لهذا الواقع المبني على منهجيه  الحاكميه المتعلق بعدم افراد الله بالعبوديه بسبب نمط من الثقافه السياسيه والاخلاقيه المبنيه على الفرديه والجبريه للانسان وفي حياتهم وتفاعلاتهم وعلاقاتهم كما قال تعالى

((( ان الحكم الا لله امرا لا تعبدوا الا اياه)))

ولذلك  نجد ان النتيجه البارزه للحرب العالميه الاولى والثانيه هو انهيار الانظمه السياسيه والثقافات السياسيه والاخلاقيه والانسانيه والمنهجيات السياسيه والاخلاق الانسانيه التي كانت مبنيه على الفرديه والجبريه سوى كانت على اساس ملكي او امبراطوري او قيصري او اسلامي فالخلافه الامبراطوريه العثمانيه انتهت لانها كانت مبنيه على نسبه من هذه المتضمنات في الفرديه والجبريه وايضا الامبراطوريات والقيصريات والممالك في اوروبا وغير اوروبا ، وبالتالي وفق ما سبق ومن كلام شيخ الاسلام ابن تيميه حول تشبيه حالنا بحاله من سبقونا والاعتبار بالتجارب التي مرت على من قبل وبالتالي نسقط ونماثل ونقيس نقول ان عاده الدوره التاريخيه الالهيه هي اضمحلال الفرديه والجبريه في ثقافات وحياه الناس السياسيه والاجتماعيه والفكريه والدينيه حتى وان كانت مستنده ومنطلقه على ومن نصوص صحيحه لصالح بقاء واستمرار النماذج الداعمه للجماعيه وحريه الاختيار كان نماذج التي عليها اليوم الدول الغربيه بقياده امريكا واوروبا ومن سار في فلك هذا المفهوم الفلسفي من خلال فشل نماذج الفرديه والجبريه وتحولها الى الماضي تتعزز فيه الجماعيه من خلال فصل الفرد عن فرض اراءه ومزاجه على الجماعه من خلال احترام القوانين والانظمه والدساتير المتفق عليها كعبادات وحسنات وعلوم عقليه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد العشرين

اقتباس

قد كتبت في كراس قبل هذا: أن الحسنات والعبادات ثلاثة أقسام: عقلية: وهو ما يشترك فيه العقلاء، مؤمنهم وكافرهم. وملي: وهو ما يختص به أهل الملل كعبادة الله وحده لا شريك له. وشرعي: وهو ما اختص به شرع الإسلام مثلا وأن الثلاثة واجبة، فالشرعي باعتبار الثلاثة المشروعة وباعتبار يختص بالقدر المميز. وهكذا العلوم والأقوال عقلي وملي وشرعي انتهى الاقتباس 

هذا يعني ان الثقافات والسياسات واخلاقياتها وفق منهجيات وانظمه الحكم في التاريخ والعالم اليوم هي من هذا الباب وبالتالي منها ما يوافق التوحيد ويعزز التوحيد حتى وان كان نظام الحكم ودستور الحكم في دوله مثل امريكا اوروبا وقد يكون مثل هكذا منهجيه وثقافه وسياسيه في دوله مسلمه ولكنه يزاحم التوحيد من جهه العقل او الملي او ربما ايضا الشرعي فتصبح  ان نصرة الله سبحانه وتعالى لطرف من الاطراف ليست مبنيه فقط على تصور كثير من المسلمين انها لاهل الاسلام ومن التزم بالنص فقط على غيرهم دائما وابدا والواقع يشهد بذلك فالتمكين والنصره للدول هذه المبنيه على مثل هكذا ثقافات سياسيه تعزز فيها حريه الفرد واحترام القانون والنظام والدستور من الفرد مهما كان منصبه وامتثاله امام القضاء مهما كان منصبه على عكس مثلا الدول المسلمه التي يتم احتواء وتقويض القضاء والمؤسسات المدنيه والعسكريه والامنيه وحتى الدينيه لصالح قناعات ومشاريع وافكار الفرد باسم كونه زعيما او ولي امر هذا امر مشاهد لا احد ينكره بينما في دوله مثل امريكا او المانيا او بريطانيا او حتى اسرائيل قد يستدعي القاضي رئيس الحكومه او وزير الدفاع للانتثال في قضيه جنائيه امام المحكمه


عليك ان تفهم هذه القاعده الاستراتيجيه التاريخيه في عادة الله سبحانه وتعالى التي لا تفرق بين مسلم وغير مسلم فصدام حسين رحمه الله كان مسلما وكان يحارب اسرائيل ولكنه لما تحول كفرد ومنهجيه نظام حكمه  الى ثقافه واخلاقيات سياسيه وحياتيه في وجدان وتفاعلات وعلاقات الشعب العراقي بالالحاح والتكرار والاجبار تجاه هذا الفرد الذي اسمه صدام حسين وثقافة حزب البعث الممجدة له  حتى نصبت له التماثيل وعظم تعظيما تعززت له الفرديه والجبريه نصر الله سبحانه وتعالى غيره عليه بما فيهم اسرائيل المنبنيه على نسبه محترمه من الجماعيه والاختياريه فيما يسمى بالديمقراطيه ولذلك تجد اليوم الموقف الامريكي واضح وقوي تجاه المنحى الذي يريد نتنياهو ان يتجه اليه بتعزيز فرديه وجبريه نمط معين من الثقافه والناس في اسرائيل واقصد بهم اليمين الاسرائيلي على حساب قواعد النمط التاريخي التي تاسست عليها اسرائيل نفس الشيء حصل مع حافظ الاسد وحزب البعث العراقي وايضا حصل مع معمر القذافي عندما تتحول الفرديه في ثقافه الحاكم تجاه من يحكمهم من  الشعب الى مرحله عاليه من الايمان بها حتى ولو كانت باسم النص الديني تماما مثل ما تفعل الجماعات الارهابيه كداعش بالبغدادي ومن خلفه وطالبان بالملالي بدءا من الملة عمر الى غيره ومن على شاكلتهما بتعزيز الفرديه والجبريه باسم النص الصحيح فقط  تماما مثل ما تفعله طالبان اليوم بمنع الفتيات من الدراسه والعمل وكان لسان حاله سلوكا هذا ان يدفعوا هؤلاء النساء المحتاجات الى الاشتغال بالاعمال غير المشروعه خاصه وان كانت المراه ارمله او مطلقه او يتيمه او فقيره فهذا كله باسم النص الديني على حساب مقتضى العدل والرحمه والانسانيه المبنيه عليها اسس الوهيه وربوبيه الله سبحانه وتعالى حتى مع المسلم وغير المسلم والمعتبره للركن الثاني في دين وحياه الناس المستند على تاريخ التجربه والخبره والمعاشره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم انتم اعلم بامور دنياكم وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للذي اراد ان يزكي رجل ما لعلك رايته يركع بعض الركيعات معنا في المسجد فقال نعم فقال هل سافرت معه هل عملت بالدرهم هل جاورته. ..الى اخر ذلك فحينما تصبح الفرديه والجبريه باسم النص الديني الصحيح او غير الصحيح

يدفع الله سبحانه وتعالى الناس بعضهم ببعض قال الله سبحانه وتعالى

(((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)))


فمن اهم متضمنات الفساد في الارض المقصود به في هذه الايه هو فساد التوحيد كما اشار الى ذلك الرازي في تفسير الايات من سورة يوسف  بوجود نمط معين من الثقافه والاخلاقات السياسيه والاجتماعيه والدينيه والفكريه تقتضي تعزيز دور ومكانه ثقافة او ايدلوجيا او افراد او سياسات تزاحم افراد الله سبحانه وتعالى بالجبريه والأحديه والحاكميه والخضوع لله تعالى حتى لو كانت باسم الخلافة الاسلامية او طاعة ولي الامر فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا 

قال الرازي رحمه الله 

اقتباس 


أأرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أمِ اللَّهُ الواحِدُ القَهّارُ﴾ وتَقْرِيرُ هَذِهِ الحُجَّةِ أنْ نَقُولَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى بَيَّنَ أنَّ كَثْرَةَ الآلِهَةِ تُوجِبُ الخَلَلَ والفَسادَ في هَذا العالَمِ وهو قَوْلُهُ: ﴿لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلّا اللَّهُ لَفَسَدَتا﴾ [الأنبياء: ٢٢] فَكَثْرَةُ الآلِهَةِ تُوجِبُ الفَسادَ والخَلَلَ، وكَوْنُ الإلَهِ واحِدًا يَقْتَضِي حُصُولَ النِّظامِ وحُسْنَ التَّرْتِيبِ، فَلَمّا قَرَّرَ هَذا المَعْنى في سائِرِ الآياتِ، قالَ هَهُنا: ﴿مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أمِ اللَّهُ الواحِدُ القَهّارُ﴾ والمُرادُ مِنهُ الِاسْتِفْهامُ عَلى سَبِيلِ الإنْكارِ.

إنتهى الاقتباس 




العادة الثانية في سنة الله سبحانه وتعالى


نصرة الله للناس ليست ملكيه خاصه للمؤمنين 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم 

إنَّ اللهَ ليُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بقومٍ لا خلاقَ لهم, وإنَّ اللهَ ليُؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجلِ الفاجرِ



ومن المعروف ان نصرة المظلومين والمستضعفين والمستعبدين باسم القانون والقمع والتخويف والديكتاتوريه من اي دين كانوا او شعبا او أمة ضد الظالمين والمستكبرين والمستجبرين والمستبدين ليس فقط بالقتال وانما بالكلمه والمرابطة وبمقطع الفيديو وبالفيلم السينمائي والاغنيه والمسلسل التلفزيوني والروايه والمحاضره والخطبه واللقاءات التلفزيونيه والمناظرات والحوارات والنقاشات وبالاجراءات والدعم الاقتصادي والسياسي والمعنوي من اي دين كانوا او شعب او أمة هو من اعلى مقامات النضال والجهاد الكوني والشرعي تماما مثل ما هو موقف الغربيين ضد نازيه هتلر ومثل ما هو موقف الغربيين اليوم ضد فاشيه بوتين وتماما مثل ما هو موقف الغربيين ضد نازيه ميليزوفيتش في صربيا وتماما مثل ما هو مواقف كل قوه المقاومه ضد اسرائيل وقمعها للشعب الفلسطيني سوى اكانوا شيعه او سنه عرب او فرس فنحن اليوم امام واقع فيه من المسلمين ممن لديهم العلم الصحيح ولكنهم لم يقومون بالواجب الصحيح وهناك ممن يحاولون ان يقومون بالواجب الصحيح ولكنهم يستندون الى علم محرف ، وهذا خلل في الميزان وهذا يعطي فرص الانتصار والهزيمه المتبادله بحسب النوايا والله اعلم 

قال تعالى

(( ( الم . غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)))


هذا النصر الذي سماه الله سبحانه وتعالى نصر الله وقال ان المؤمنين يفرحون بهذا النصر وقال ان الله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء هو نصر الله سبحانه وتعالى امبراطوريه الروم على امبراطوريه فارس التي فيما بعد اصبحت في مواجهه المسلمين وهذا يدل على ان هناك شر أهون وأقل وأخف من شر كما قال السعدي رحمه الله بحيث ان الله سبحانه وتعالى ينصر الشر الاهون والاقل والاصغر على الشر الاسوأ والاكثر والاكبر ولو كانوا غير مسلمين وسماه الله سبحانه وتعالى نصر الله هذا والله لم يعطينا نتيجه ان المعركه بين اسرائيل وتحالفاتها وايران وتحالفاتها قد تؤدي الى انتصارات وهزائم متبادله ومتداخله وان المعركه والله اعلم التي بين الغرب ومحور روسيا والصين قد تؤدي الى مزيد من التمكين والقوه والهيمنه للغربيين وبالتالي المزيد من الدفع بالتغييرات السياسيه في منطقة الشرق الاوسط نحو ديمقراطيه الغرب الذي اصبح مؤهلا اكثر من غيره كشعوب وكثقافات لاستقبال الاسلام اكثر مما قد يكون في غيرهم من الدول والدليل ان معدل من يدخلون الاسلام من الدول التي تنتهك النهج الديمقراطي الغربي اكثر من الدول التي تنتهج الديكتاتوري الشرقي وهذا سببه بسبب تحرير الاراده والعقليه من العلائق والاصنام الحسيه والمعنويه التي دائما ما تكون حائل دون استقبال فطره العقل والقلب للحق الوسطي 

والله اعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غريزة الله والتوحيد هل تستلزم وجود فعلي لله تعالى

الفراعنه وفرعون والكنعانيين وبني اسرائيل من اليمن الحلقة الضائعةفي تفكير مؤرخين عرب