الخاسر الاكبر والكاسب الاكبر مؤشرات اتفاق سلام بين صنعاء والرياض

 الخاسر الاكبر والكاسب الاكبر

 مؤشرات اتفاق سلام بين صنعاء والرياض

نبيل العوذلي 

ما هي الاسباب الخفيه التي قد تدفع السعوديه الى القبول باتفاق سلام مع الحوثيين يتحقق لهم مكاسب استراتيجيه اهمها اسقاط التعامل معهم كمليشيا متمرده خارجه عن الشرعيه والقبول بهم كشريك سياسي مع الاطراف اليمنيه الاخرى ؟

ما الذي يدفع الحوثيين الى الترحيب باي اتفاق سلام مع السعوديه في هذا الوقت؟

هل سيوافق المجلس الانتقالي على بنود هذا الاتفاق مثل دمج القوات العسكريه والامنيه تحت وزاره الدفاع وداخليه واحده في صنعاء ومن صنعاء تاتي الاوامر والتعليمات ؟

هل من الممكن ان توافق السلطه المحليه في مارب على ارسال اموال النفط والغاز الى البنك المركزي في صنعاء وهل من الممكن ان توافق القيادات السياسيه والاجتماعيه في مارب على العوده الى بيت الطاعه لصنعاء للقبول بالحوثي الشريك

دوافع السعوديه 

اولا

لا يوجد اي اشكاليه لدى المملكه العربيه السعوديه استراتيجيا وتاريخيا في التعامل مع الحوثيين كمكون إمامي زيدي او شيعي طالما انه ينطلق من منطلقاته الوطنيه اليمنيه بمعزل عن مشروع ايران الثوري ضد دول المنطقه يؤمن بالحدود الوطنيه اليمنيه والمنبثقه من اتفاقيات الحدود بين اليمن والسعوديه والتي كان اخر تحديث لها في عهد الزعيم علي عبد الله صالح رحمه الله ، فالعقيده السياسيه التاريخيه السعوديه تنبني على اساس دعم المسار الوطني لكل دوله بعيدا عن ايدلوجيات تصدير الثوره ودعم المعارضه في الدول لتغيير الانظمه في اي دول اخرى

ثانيا


تشير المؤشرات الى ان التوجه جاد لتحجيم خطر ايران بضربة عسكريه عبر اسرائيل بعد فشل الاتفاق النووي وبعد تغير الموقف الاوروبي الذي كان يخفف من الضغوط على ايران في اتجاه مزيد من الضغط الاوروبي على ايران بعد ان وجد الاوروبيون ان الخطر الايراني الذي كانوا يعتبرونه مضخما ومبالغا فيه حينما كانت تتحدث عنه دول الخليج واليمن ولكنه اليوم اصبح يهدد اوروبا من خلال دعم ايران بالطائرات المسيره والصواريخ لروسيا في اوكرانيا ، هذه الضربه التي قد توجه لايران بحسب قناعه هؤلاء وتصورهم قد تؤدي الى تغيير سياسه النظام من خلال تقويه الاتجاه المعارض في نظام الحكم في ايران ضد الاتجاه المتشدد خاصه بعد الاحتجاجات القويه وظهور مؤيدين لها في بيت الحكم الايراني وهذا يعني بكل بساطه ان السبب المقوي والمشجع للحوثيين او بالاحرى الاتجاه المتشدد في الحوثيين الاتجاه الثوري سوف يتلاشى مما سيتيح الفرصه للاتجاه المعتدل في صفوف الحوثيين الى القبول باتفاق سلام ورعايه ووصايه للدور العربي الخليجي بقياده السعوديه مثلما حصل مع المكون الشيعي العراقي اليوم بعودته الى الحضن الخليجي بقيادة السعوديه وابتعاده عن نظامه ولايه الفقيه في ايران


ثالثا 


السعوديه تحاول ان تقلم اظافر الرغبات والطموحات الاماراتيه في جنوب اليمن والذي استطاعت الامارات ان تسبق السعوديه بكثير من خلال بناء مؤسسات امنيه وعسكريه وسياسيه داخل الجنوب تعمل ضمن اطار اهداف ومصالح الامارات السياسيه والاستراتيجيه الاقتصاديه ربما بمعزل عن اهداف ومصالح السعوديه احيانا وهذا مما ازعج السعوديه كثيرا ، حيث تنطلق تلك الاهداف والطموحات الاماراتيه في جنوب اليمن من الواقع المستجد اليوم والمتمثل في ان الاعتماد الاقتصادي لحركه الاقتصاد العالميه بين الشرق الاسيوي واوروبا عبر الخط القديم وهو الخليج العربي وميناء دبي والامارات سوف يضعف لصالح ما تستعد له السعوديه من الاستحواذ عليه بحكم موقعها الجغرافي على الطريق الجديد من خلال بنيه تحتيه على هذا الطريق موانئ ومدن سياحيه و صناعيه على البحر الاحمر الامر الذي يجعل الاماراتيون يفكرون بان وجود دوله حليفة معهم في جنوب اليمن سوف تعزز لهم فرصه الحصول على نصيب الاسد باتفاقيات اقتصاديه طويله الامد يناصفون السعوديه المكاسب ، وهو الذي كثير ما كان ينعكس في السلوك السياسي والامني للمجلس الانتقالي في عدن على خلاف و تغاير مع التوجيهات الصادره من الرياض ....وسبب للرياض احراجا اقليميا ودوليا باعتبار انها قائده التحالف والمسؤول عن اليمن امام الدول الكبرى والمنظمات الخليجيه والعربيه والعالميه والجامعة العربيه


دوافع الحوثيين للسلام

اولا

ان الحوثيين سوف يكونون الكاسب الاكبر حيث سوف يتم التعامل معهم على خلاف وعكس ما صدر في القرارات المحليه والخليجيه والعربيه والدوليه بكونهم مليشيا خارجه عن القانون وعن الحكومه الشرعيه لصالح انهم سوف يكونون شريكا سياسيا معترفا به 


ثانيا

استطاع الحوثيون كمكون اجتماعي قبلي من بيوتات الساده والهاشميين خلال هذه السنوات الحصول على مكاسب ماديه ضخمه من عقارات وشركات وبنوك ومحلات صرافه وتوظيف الالاف منهم في المناصب المهمه وبرواتب مغريه وتحول اغلب بيوتات ما يعرف بالهاشميين الى اثرياء وملاك ويشعرون انهم بامتلاكهم هذه الثروه يحتاجون الى ضمان يتيح لهم العيش بسلام 

ثالثا 

استنفذ الحوثيون كل ما في جعبتهم وجعبة قاده وضباط الحرس الثوري الايراني وحزب الله المتواجدين في اليمن والتي باءت بالفشل واثبتت الحقيقه القطعيه انه لا يمكن بالنظريه الثوريه الايرانيه التي اتى بها قاده الحرس الثوري الايراني وحزب الله كحسن ايرلو وغيره ان تواجه التكنولوجيا المتقدمه والمتطوره والتفوق الجوي الموجوده لدى التحالف ، وكل الذي قدمته طرق قاده وضباط الحرس الثوري وحزب الله هو طائره مسيره قد تستهدف هدفا اقتصاديا في السعوديه ولكن يكون ثمنه البشري والمادي في الحوثيين اكبر بكثير 

رابعا

ضخامه الخساره البشريه التي اصيب بها الحوثيين كمكون جهوي حيث لو حسبناها بالحسبه البسيطه لا نكشف ان هناك مئات الالاف من القتلى والجرحى فاذا ما كان عدد غارات التحالف 200,000 غاره وافترضنا في كل غاره بهذه الطائرات المتطوره تؤدي الى قتل شخص واحد وجرح اربعه اشخاص فان هذا يعني انه يوجد حوالي مليون شخص بين قتيل ومعاق بسبب الضربات الجويه وهذا شكل عبئا ثقيلا ومسؤوليه كبيره على قاده الحوثيين من اهالي هؤلاء للمطالبة بعلاجهم وبرواتب لهم وبميزانيات داعمه لهم خصوصا وان الجرحى والمعاقين اكثر بكثير من القتلى ، وبالتالي اصبح على عاتق قاده الحوثيين شبه استحاله خوض معارك جديده لا يضمنون بسببها مزيد من الخساره البشريه فيما اذا عادت السعودي لاستخدام الطيران ضدهم لان السعوديه لا يمكن ان تسمح للحوثيين ان يغيروا في مكاسبها خاصة في مأرب ، خاصه وان اهل مارب استطاعوا ان يقاوموا الحوثيين في بدايه عاصفه الحزم بدون اي دعم و اسناد من التحالف ولا يمكن بتصوري انهم يوافقوا ان يعودوا الى بيت الطاعه في صنعاء ما لم تكن هناك ضمانات قويه جدا يشعرون من خلالها بتغير استراتيجي في تفكير الحوثيين نحو التفكير الوطني اليمني والذي قد يكون اذهب الى منطق انهم في نهايه المطاف كشماليين مستهدفين وينبغي لهم ان يتوحدوا .


المجلس الانتقالي بتصوري انه الخاسر الاكبر ولكنه يستطيع ان يقلل من هذه الخساره ببعض التكتيك السياسي وذلك بالمسك بهيار اليمن الاتحادي 

  الاماراتيون فيما يبدو قد استعدوا لهذا السيناريو بتزويد المجلس الانتقالي بما يضمن له تفوق النوعي الذي يحافظ به على مصالحه المكتسبه ولكن ذلك بحد ذاته غير كافيا فهو يحتاج الى الانفتاح كثيرا على الجنوبيين ومعالجة الأخطاء واشراك الاخرين خاصة أبناء محافظة أبين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غريزة الله والتوحيد هل تستلزم وجود فعلي لله تعالى

الفراعنه وفرعون والكنعانيين وبني اسرائيل من اليمن الحلقة الضائعةفي تفكير مؤرخين عرب

السيناريو الالهي للحرب العالميه الثالثه